هل تسبب مضادات الاكتئاب الإدمان ؟

تعد أدوية مضادات الاكتئاب إحدى الأدوات التي يستخدمها أطباء العلاج النفسي للمساعدة في إدارة وعلاج أعراض الاكتئاب، وتستخدم أيضًا ضمن أدوية علاج الإدمان وأعراض الانسحاب، فكثير من المخدرات تؤدي إلى نوبات اكتئاب وأفكار انتحارية مما يجعل الطبيب يوصي بأدوية مضادة للاكتئاب الاكتئاب، ولكن هل يمكن أن يصبح الشخص مدمنًا على مضادات الاكتئاب؟، هذا ما سنوضحه خلال المقال التالي فتابعونا.

ما هي مضادات الاكتئاب؟

يشير مصطلح الأدوية المضادة للاكتئاب إلى عدة فئات من الأدوية المستخدمة لعلاج الاكتئاب السريري أو اضطراب الاكتئاب الشديد، كما تستخدم في علاج أعراض الاكتئاب المرتبطة بحالات نفسية أخرى، مثل اضطرابات الشخصية واضطراب ما بعد الصدمة وما إلى ذلك.

ولهذه الأدوية عدد من الاستخدامات السريرية الأخرى التي تتراوح من علاج اضطرابات القلق واضطرابات الأكل إلى الألم المزمن وغير ذلك من الحالات مثل أعراض الانسحاب من المخدرات.

الفئات الرئيسية لأدوية مضادات الاكتئاب

هناك عدة فئات رئيسية من أدوية الاكتئاب:

1. مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية.
2. الأدوية المضادة للاكتئاب ثلاثية الحلقات.
3. مثبطات أوكسيديز أحادي الأمين.
4. أدوية الاكتئاب غير النمطية.
5. مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)

تمثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية واحدة من الفئات الأحدث من أدوية مضادات الاكتئاب وهي أيضًا واحدة من أكثر الأدوية الموصوفة شيوعًا. يُعتقد أن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية تعمل عن طريق منع آلية إعادة امتصاص الناقل العصبي السيروتونين في الدماغ.

النظرية الحالية فيما يتعلق بمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية هي أنها تمنع آلية إعادة امتصاص السيروتونين، وهذا يزيد من كمية السيروتونين المتاحة في الجسم. ويُعتقد أن هذا يخفف من أعراض الاكتئاب.

تتضمن بعض مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية المعروفة بشكل شائع ما يلي:

1. بروزاك.
2. باكسيل.
3. زولوفت.
4. ليكسابرو.
5. سيلكسا.
6. لوفوكس.

وهناك العديد من أدوية مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية الأخرى في السوق، ويتم تطوير أدوية أحدث. وعلى الرغم من أن آثارها الجانبية أقل حدة من آثار مضادات الاكتئاب الأخرى، إلا أن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية لها آثار جانبية محتملة. أحد الآثار الجانبية هو احتمال زيادة الأفكار الانتحارية.

أضرار إدمان أدوية الاكتئاب

تشمل الآثار الجانبية الأخرى ما يلي:

• الأرق والقلق.
• الغثيان.
• انخفاض الرغبة الجنسية.
• النعاس أو التعب.
• الأرق.
• الدوخة.
• زيادة الوزن أو فقدانه.
• جفاف الفم.
• الإسهال.
• الإمساك.
• التعرق.
• الصداع.

قد تزيد هذه الأدوية لدى بعض الأشخاص من مشاعر العداء أو الانفعال. وقد تزيد من خطر السقوط وفقدان العظام وكسور العظام لدى كبار السن.

هل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات تسبب الإدمان؟

أدوية الاكتئاب ثلاثية الحلقات والتي تدعى أيضًا مضادات الاكتئاب الحلقية، هي من أوائل أدوية الاكتئاب المُخلقة.

تتضمن بعض أدوية الاكتئاب ثلاثية الحلقات الأكثر شيوعًا ما يلي:

• Elavil والمعروف بدواء أميتربتيلين.
• Anafranil أنافرانيل.
• Pamelor وهو المعروف بإسم Nortriptyline (نورتريبتيلين).
• Norpramin نوربرامين.
• Tofranil توفرانيل.

و في حين أن مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات لا تعتبر عادة مسببة للإدمان بنفس الطريقة التي تُعتبر بها مواد مثل الكحول أو المواد الأفيونية، إلا أنها قد تؤدي إلى الاعتماد الجسدي إذا أسيء استخدامها. وهذا يعني أن الفرد قد يعاني من أعراض الانسحاب عندما يتوقف عن تناول الدواء، مما قد يجعل من الصعب الإقلاع عنه دون إشراف طبي.

أعراض انسحاب مضادات الاكتئاب

يمكن أن تشمل أعراض الانسحاب ما يلي:

1. أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا
2. الغثيان والقيء
3. الصداع
4. تقلبات المزاج
5. الأرق أو اضطرابات النوم
6. القلق والانفعال

إذا كنت أنت أو أحد أحبائك يعاني من أعراض انسحاب مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، فمن الضروري طلب المساعدة المهنية لعلاج الإدمان وعدم التوقف عن تناول الدواء فجأة. سيضع لك الطبيب إرشادات خلال عملية تقليص تدريجي لتقليل شدة أعراض الانسحاب وضمان سلامتك.

هل يمكن أن تتزامن مشاكل الإدمان والصحة العقلية؟

نعم، ليس من غير المألوف أن يعاني الأفراد الذين يعانون من تعاطي المخدرات من مشاكل صحية عقلية متزامنة. يُعرف هذا بالتشخيص المزدوج. على سبيل المثال، قد يعاني الشخص الذي يستخدم مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات بشكل خاطئ من اضطراب مزاجي أو قلق كامن.

هل يمكن إساءة استخدام أدوية مضادات الاكتئاب؟

وجدت دراسة نشرت عام 2014 في مجلة Substance Abuse and Rehabilitation بعض الأدلة على أن أدوية مضادات الاكتئاب أساء استخدامها عدد قليل جدًا من الأشخاص، وكان معظمهم يعانون من اضطرابات تعاطي مواد أخرى مع عقاقير أخرى وأساءوا استخدام أدوية مضادات الاكتئاب مع عقاقير أخرى. الانتشار الفعلي لإساءة استخدام أدوية مضادات الاكتئاب غير معروف في هذا الوقت؛ ومع ذلك، فهو نادر نسبيًا.

قد يصبح بعض الأفراد معتمدين نفسياً على أدوية مضادة الاكتئاب، ومع ذلك، فإن هذا الاعتماد لا يمثل نوع الإدمان الشديد الذي يُلاحظ مع عقاقير الإساءة مثل الكحول والمخدرات الأفيونية مثل الهيروين والكوكايين وما إلى ذلك.

ويستخدم مصطلح الإدمان لوصف اضطراب مزمن يظهر على شكل استخدام غير طبي لمخدر يؤدي إلى الاستخدام القهري على الرغم من التعرض لعواقب ضارة أو ضارة محتملة أو سلبية من استخدام المخدر. يمكن أن تكون هذه العواقب جسدية أو معرفية أو عاطفية أو تتعلق بعوامل اجتماعية مثل علاقات الشخص وقضاياه القانونية وقضاياه في العمل.

أعراض الانسحاب من أدوية مضادات الاكتئاب

هناك مجموعة من الأعراض التي تظهر أحيانًا لدى الأفراد الذين يتوقفون فجأة عن استخدام أدويتهم المضادة للاكتئاب تسمى متلازمة التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب (ADS).

الأعراض التي ترتبط غالبًا بالانسحاب من أدوية مضادات الاكتئاب تشمل:

• القلق.
• الأعراض المرتبطة بالاكتئاب (مثل تغيرات المزاج والخمول وما إلى ذلك).
• التهيج.
• الأرق.
• الأحلام الواضحة.
• الدوخة.
• الصداع.
• التعب.
• أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، مثل آلام العضلات والقشعريرة.
• الغثيان.

العوامل المؤثرة على أعراض الانسحاب

هناك عوامل تؤثر عادة على طول وشدة أنواع الأعراض التي يعاني منها الشخص بعد التوقف عن تناولها. وتشمل هذه:

1. نوع الدواء: بعض الأدوية ليس لها آثار مرتبطة بالتوقف المفاجئ عن تناولها وبعضها له آثار.
2. مدة الاستخدام: عادة، تزداد احتمالية التعرض لأعراض تشبه أعراض الانسحاب كلما طالت مدة تناول الدواء.
3. مستوى الجرعة: يؤدي تناول جرعات أعلى من الدواء إلى زيادة احتمالات التعرض لأعراض عند التوقف عن تناوله.
4. سرعة التوقف عن الاستخدام: عندما يتوقف الشخص عن تناول الدواء فجأة، سيكون لديه احتمال أعلى لتجربة أعراض مرتبطة بالانسحاب مقارنة بتقليل الجرعة ببطء مع التوقف عن تناوله.
5. التباين الفردي: لدى الأشخاص المختلفين ردود فعل مختلفة تجاه الأدوية.

كيف يمكن أن يساعد علاج إدمان مضادات الاكتئاب؟

في حين أن علاج تعاطي المخدرات يمكن أن يساعد الأفراد على التغلب على الإدمان، إلا أنه قد لا يعالج المشكلات الصحية العقلية الأساسية التي تساهم في إساءة استخدام المواد. لهذا السبب فإن البحث عن علاج للاضطرابات المصاحبة أمر ضروري للتعافي على المدى الطويل.

في مستشفى زدني للطب النفسي وعلاج الإدمان، نقدم علاجًا للاضطرابات المصاحبة لمعالجة كل من تعاطي المخدرات وقضايا الصحة العقلية في وقت واحد.

تشمل خيارات علاج الإدمان لدينا:

1. إزالة السموم من المخدرات والكحول.
2. إعادة التأهيل السكني للمرضى الداخليين.
3. برامج الرعاية اللاحقة.

المصادر

1