مستشفى زدني: 15 عاماً من الخبرة!
مستشفى زدني: 15 عاماً من الخبرة!

أنا أم سيئة: كيف تتغلبين على الشعور بالذنب المصاحب للإدمان والاكتئاب؟

أنا أم سيئة: كيف تتغلبين على الشعور بالذنب والخزي المصاحب للاكتئاب والإدمان؟

إذا كانت جملة “أنا أم سيئة” تتردد في عقلكِ بصوتٍ عالٍ، فاعلمي أنكِ لستِ وحدكِ في هذا الشعور المدمر. ملايين الأمهات حول العالم يخضن نفس الصراع بصمت، محاصرات بين حب عميق لأطفالهن وشعور ساحق بالتقصير.

لكن من المهم أن تعرفي حقيقة أساسية: هذا الصوت ليس صوت الحقيقة، بل هو صوت المرض؛ صوت الاكتئاب وصوت الإدمان اللذين يسرقان منكِ رؤية قيمتكِ الحقيقية كأم.

هذا المقال من مصحة زدني، هو يد العون التي ستساعدكِ على تفكيك هذا الشعور المؤلم، وفهم أسبابه، والأهم من ذلك، إرشادكِ نحو خطوات الشفاء الأولى لكِ ولعائلتكِ.

تشريح الذنب: لماذا يسيطر عليكِ شعور “الأم السيئة”؟

لفهم كيفية التغلب على هذا الشعور، يجب أولاً أن نعرف من أين يأتي. إنه ليس نابعًا من حقيقتكِ، بل هو نتيجة تفاعل ثلاثة عوامل قوية:

1.الاكتئاب يكذب ويشوه الواقع:

يعمل الاكتئاب كمُرشح سلبي يلون كل شيء باللون الرمادي. إنه يجعلكِ تركزين فقط على أخطائكِ – تلك الصرخة بسبب نفاد الصبر، أو ذلك اليوم الذي لم تملكي فيه الطاقة للعب – بينما يمحو تمامًا مئات لحظات الحب والعطاء التي قدمتِها.

2- الإدمان يغذي دائرة الخزي والسرية:

بطبيعته، يخلق الإدمان مواقف تولّد الذنب، مثل عدم الوفاء بالوعود، الانعزال العاطفي، أو عدم القدرة على الحضور الكامل مع أطفالكِ. هذا الذنب يصبح مؤلمًا لدرجة تدفعكِ للتعاطي مرة أخرى للهروب منه، وهكذا تدور الدائرة المفرغة وتزداد قوة.

3- ضغط “الأم المثالية” الاجتماعي:

في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، تُقصف الأمهات بصور غير واقعية ومستحيلة للأمومة المثالية. هذا الضغط الخارجي يجعل أي معاناة شخصية أو خطأ بسيط يبدو وكأنه فشل كارثي، مما يغذي صوت الناقد الداخلي الذي يهمس “أنتِ أم سيئة”.

واقرأ أيضًا: كيف تختار أفضل مصحة علاج ادمان في مصر؟ (دليل شامل للرجال والسيدات)

الحقيقة التي يجب أن تعرفيها: أنتِ لستِ أمًا سيئة، أنتِ أمٌ تعاني

هذه هي الحقيقة المحورية التي يجب أن تتشربيّها. الاكتئاب والإدمان ليسا فشلًا في شخصيتكِ أو في أمومتكِ. هما مرضان حقيقيان وموثقان طبيًا، تمامًا مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم.

هل تعتبرين الأم التي تعاني من السكري “أمًا سيئة” إذا احتاجت إلى الأنسولين لتبقى بصحة جيدة من أجل أطفالها؟ بالطبع لا. وبالمثل، حاجتكِ للدعم والعلاج من الاكتئاب والإدمان لا تقلل من قيمتكِ كأم، بل على العكس.

الأم الجيدة ليست الأم التي لا تخطئ أبدًا، بل هي الأم التي تحب أطفالها بعمق، وتظل تحاول، وتبحث عن طرق لتكون أفضل من أجلهم. طلب المساعدة هو أقوى وأشجع ..وأكثر الأفعال حبًا التي يمكن أن تقوم بها أم من أجل عائلتها.

 اتصل بنا الآن أو راسلنا في كل سرية عبر الرقم 01044443070

خطوات عملية للتغلب على الذنب والبدء في الشفاء

الشفاء رحلة تبدأ بخطوات صغيرة ورحيمة تجاه نفسكِ:

  1. افصلي بين “هويتكِ” و”مرضكِ

أنتِ لستِ الإدمان، وأنتِ لستِ الاكتئاب. ابدئي بتغيير لغتكِ الداخلية. قولي “أنا أعاني من الاكتئاب” بدلاً من “أنا مكتئبة”. هذا يخلق مسافة ذهنية ويذكركِ أن المرض شيء عابر، وليس جزءًا دائمًا من هويتكِ.

  1. مارسي “الرحمة الذاتية” (Self-Compassion):

تخيلي أن صديقتكِ المقربة تمر بنفس ما تمرين به تمامًا. ماذا ستقولين لها؟ هل ستصفينها بأنها “أم سيئة”؟ بالطبع لا. ستغمرينها بالحب والتفهم. عاملِي نفسكِ بنفس هذا اللطف والرحمة.

  1. استبدلي المثالية بـ “اللحظات الكافية “:

تخلي عن فكرة أنه يجب أن تكوني مثالية طوال الوقت. ركزي على تحقيق “لحظات تواصل كافية” مع أطفالكِ كل يوم. قد تكون هذه اللحظة مجرد عناق طويل لمدة دقيقة، أو قراءة قصة واحدة قبل النوم، أو سؤال صادق عن يومهم. هذه اللحظات الصغيرة هي التي تبني علاقة قوية وصحية.

  1. اطلبي المساعدة المتخصصة (أقوى خطوات الأمومة):

الشجاعة الحقيقية ليست في المعاناة بصمت، بل في الاعتراف بأنكِ بحاجة إلى أدوات ودعم إضافي. طلب المساعدة من المتخصصين هو استثمار في صحتكِ، وفي مستقبل أطفالكِ.

واقرأ أيضًا: كم تبلغ مدة علاج إدمان المخدرات؟

لماذا تحتاج الأم إلى برنامج علاجي متخصص؟ دور مصحة “زدني

في “زدني”، نحن ندرك أن رحلة شفاء الأم لها تحدياتها الفريدة التي تتطلب نهجًا متخصصًا:

  • علاج مزدوج يفهم الترابط: نحن لا نعالج الإدمان بمعزل عن الاكتئاب. نهجنا للعلاج المزدوج (Dual Diagnosis) يعالج كلا الأمرين معًا، لأننا نعلم أن أحدهما يغذي الآخر، خاصة لدى الأمهات.
  • مساحة آمنة للأمهات بلا أحكام: نوفر بيئة نسائية بالكامل حيث يمكنكِ التحدث بصراحة عن أعمق مخاوفكِ المتعلقة بالأمومة، ومشاركة شعوركِ بالذنب مع نساء أخريات يفهمن تمامًا ما تمرين به، دون أي خوف من النقد أو الحكم.
  • دمج الإرشاد الأسري لشفاء العائلة بأكملها: الشفاء ليس لكِ وحدكِ. نقدم جلسات إرشاد أسري لمساعدتكِ على إعادة بناء الثقة وإصلاح علاقتكِ بأطفالكِ، ولمساعدة أسرتكِ على فهم كيفية دعمكِ بأفضل طريقة ممكنة.

كلمة من زدني..

أنتِ لستِ “أمًا سيئة”. أنتِ أم محبة تواجه تحديًا طبيًا كبيرًا. والشفاء ليس فعلًا أنانيًا، بل هو الفعل الأكثر حبًا وعطاءً الذي يمكنكِ القيام به. عندما تبدأين رحلة التعافي، فأنتِ لا تستعيدين نفسكِ فقط، بل تهدين أطفالكِ أمًا حاضرة، سعيدة، ومعافاة. وهم لا يستحقون أقل من ذلك.

 اتصل بنا الآن أو راسلنا في كل سرية عبر الرقم 01044443070

تمت مراجعة المقال طبيًا من فريق زدني الطبي.

 

AI Icon